تمير ،،، تاريخ عريق ورمز التميميه الشماء - صفحات عن المدينه

[محمد آل مشاري التميمي]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
تمير هي من قرى أقليم سدير المشهوره في نجد والمعروفه بكرم أهلها وطيب أخلاقهم وسمو نفوسهم وقد قال فيهم أحد الشعراء الشعبيين :-

والله لوني للتمارى عزوبي=ماكان أقعد ليلة(ن) ماتعشيت
متكانف تمير سته دروبي=ومامنهم إلى قال للضيف مليت

وهي قديمه الذكر وعرفت منذ أزمان كمدينه من مدن بني تميم الراسخه والمعروفه بأنها لهم رغم مساكنه قله بعض من أبناء القبائل الأخرى لهم كعتيبه ووالدواسر وبعض من خضير كما ذكر أبن عيسى عنها .
والغالبيه فيها هم من بني تميم وبالأخص من فخذ آل بوحسين الذي هو من بني العنبر ومن أشهر عشائرهم وأفخاذهم آل مهيدب وآل عبهول وبعض من آل محدث وغيرهم ، وطبعا ماذكرناه يتفرع لأفخاذ وتفريعات كثيره جدا وتعداد سكان تمير حاليا هو تقريب الـ 18 ألف نسمه .
وتمير قديمه جدا ولا يعرف تاريخ أنشاؤوها بالضبط ولكنها عرفت منذ شروق الأسلام وعدت ولا زالت تعد من قرى بني تميم وعرفت بأن هنالك قريه أخت لها تسمى بـ"تمر" يعتقد أنها بادت وأندثرت والوادي الذي يسقيها كان يسمى قديما كما يذكر بـ(اتمريه) .
وأما قريه تمر بفتح التاء فقد رسم لها ياقوت الحموي في معجم البلدان حرف لها على حدة فقال عن تمر أنها لبني عدى قال فيها ثعلب نقلا عن أبن الأعرابي قوله :
ياقبح الله وقيلا ذا الحذر
وأمه ، ليله بتنا بتمر
باتت تراعي ليلها ضوء القمر
وقال تمر موضع معروف ، وقال في كلامه أيضا بعدها عن تمير : تمير تصغير تمر قريه باليمامه من قرى تمر وعلى ذا نستج أن التصغير للناشئ أو الصغير والأسم الطبيعي للكبير أو الأكبر .
وبعد إنشاء مدينة الكوفة في عهد الخليفة عمر بن الخطاب ازدادت أهمية تمير فكان هناك طريق يصل ما بين مدينة حجر باليمامة ومدينة الكوفة، وهذا الطريق يرتاده المسافرون وكانت تمير من ضمن القرى التي يمرون عليها بالطريق .
قال الأصفهاني في ذلك: (وإن أردت ورد تمر وتمير وردتهما وهما ماءان لعدي والتيم، عليهما نخيل ومياه بين أجبال ويرى أحدهما من الآخر وبين تلك الأجبال خبروات من السدر).
وهناك ذكر لمدينة تمير من مؤلفين أتوا بعد الحسن بن عبد الله الأصفهاني منهم الحسن بن أحمد الهمداني من أهل القرن الرابع الهجري توفي عام 334 هـ في كتابه صفة جزيرة العرب وياقوت الحموي من أهل القرن السابع توفي عام 622 هـ في كتابه معجم البلدان والحسن بن محمد الصاغاني من أهل القرن السابع توفي عام 650 هـ في كتابه التكملة والذيل والصلة لكتاب تاج اللغة وصحاح العربية ومحمد بن يعقوب الفيروز أبادي من أهل القرن التاسع الهجري توفي عام 817 هـ في كتابه القاموس المحيط .
وقد عدها الهمداني في صفه بلاد العرب وقال عنها في تعداده لقرى بني تميم فقال : ( ثم ثنيه مسعط ثم الحرز ثم تمير ثم تمر ثم الشط ... ) وقال في موضع آخر عنها : ( وللتيم الحفيره "حفيره بني ولاد" وهي بالوشم ولهم بالوشم أيضا قريه يقال لها تمير ولهم مبايض ولهم القصيبه ....) وقد علق الأستاذ حمد الجاسر على هذا فقال : ولا تزال معروفه ولكنها تعد اليوم من أقليم سدير ، وذكر الهمداني أيضا عند وصف طريق حجر الكوفه من نجد للعراق فقال : ( أردت ورد تمير وتمر وردتهما وهما مائان لعدي وتيم عليهما نخيل ومياه بين أجبال ويرى أحدهما من الآخر وبين تلك الأجبال خبروات من السدر ... وإلا مضيت فوردت مبايض .... ) وذكرها في مواضع أخرى ايضا كثيره منها كذلك : ( ثم تنزل من نقيل طحبل إلى بطن العتك وإلى البكرات فمن أيمن بطن العتك تمر وتمير ومبايض وروضه العرقوبه ويقابلك ضاحك وهي نقيل في العرمه يدفع إلى مياسر الدهناء من عن يمين فلج ... ) .
وذكرها أيضا ياقوت الحموي في معجم البلدان فقال : هي قريه من قرى اليمامه ويجاورها ماء يقال له تمريه أو اتمريه ورجح أن واديها هو الذي يقال له تمريه .
وذكرها أبن بليهد فقال : هي باقيه إلى يومنا هذا وهي من قرى سدير ووفي وادي من أوديه مجزل في الجهه الشرقيه عن سدير .
كان كما قرأنا مسبقا ، سكان تمير قديما هم بني التيم وبنوعدى أبناء عبدمناه من الرباب وهم أبناء عمومه بنو تميم وينتسبون لهم في النسب ولكن ليسوا من صلب تميم أبن مر ولكن أبناء عبدمناه أبن أد ، والرباب كما يذكر التاريخ كانت تشارك قبائل بني تميم السكنى في القرى والمدن وتجاورهم بالمرعى والحل والترحال ، وتمير كان قد تواجد بها بني العنبر أبن عمرو أبن تميم منذ قرون ماضيه لسطوتهم وقوه أماراتهم التي كانت تعتبر من أكبر وأقوى أمارات نجد منعه وعزه وسكنهم فيها كان ولا زال شاهد على سطوه آل بوحسين وتغلبهم على غيرهم وهنالك شواهد تاريخيه تشير إلى أن الأقتتال كان يحدث أحيان بين أفخاذ تميم في تمير وغيرها من قرى سدير طموحا للسلطه ورغبه في الكسب ونظر لأنتشار الجهل والفقر وغيرها من عوامل .
تمير قبل العهد السعودي : - لن نجد الكثير من المعلومات عن مدينه تمير قبل العهد السعودي الأول غير أنها مدينه تسكنها أفخاذ عديده من آل بوحسين ومن أشهرهم آل مهيدب وآل عبهول ولربما هنالك بعض الأحداث التي كانت طبيعيه في العهد الذي سبق الهد السعودي من منازعات وحروب غزو بين الديار والمدن .
وكنت قد وجدت أحد التلخيصات التي قام بكتابتها أحد أبناء تمير لتاريخ المدينه في العهد السعودي بصفه عامه ودققت بها وأضفت عليها ما وجدته من معلومات لدي في المراجع
تمير في الدولة السعودية الأولى لما قام الشيخ محمد بن عبد الوهاب بدعوته الإصلاحية، لاقت دعوته تاييداً واعتراضاً وكان حاكم الدرعية محمد بن سعود ممن أيد الدعوة وتعاهد معه على نشر الدعوة والذي سمي بميثاق الدرعية عام 1157 هـ ، فبدأ بنشر الدعوة في المناطق القريبة من الدرعية حتى وصل إلى منطقة سدير وكان ممن انظم إلى لواء الدعوة أهل تمير فقد ذكر المؤرخ الفرنسي مانجان أن تمير من البلدان المشهورة في الدولة السعودية الأولى استناداً إلى أقوال بعض كبار آل الشيخ الذين يعيشون في مصر بعد أسرهم ونقلهم إلى هناك ، وذكر أبن بشر في سنه 1195 هـ ( وفيها أجتمعت قبائل الظفير وغيرهم على محسن أبن حلاف رئيس السعيد وقبيلته ودهام أبا ذراع وقبيلته الصمده وغيرهم الجميع سبعه أسلاف ونزلوا على مبياض الماء المعروف في سدير فسار سعود إليكم بالجنود المنصوره من الحاضره والباد فلما اشرف عليهم أستكثرهم فرجع إلى أرض بلد تمير في طرف مجزل ، وأستنفر أهل سدير ركبانا ومشاه فنفروا إليه مسرعين وتقاتلوا قتالا شديدا ثم أدال الله المسلمين عليهم وأنهزمت جميع تلك البوادي وولوا مدبرين فغنم المسلمون منهم غنائم عظيمه وأستأصل سعود أكثر أصولهم وحازها ......... ) ويتبين لنا من هذا الكلام أن تمير كانت بلدا مواليا للأمام سعود وأنها من ظمن الملبين لنصرته ومن ظمن المدونين لنفس الواقعه أبن غنام في تاريخه أيضا في أحداث نفس السنه .
تمير في الدولة السعودية الثانية بعد الغزو الباشوي (بأمر من محمد على باشا) للبلادالنجديه والذي تسبب في تدمير الدرعية عاصمة البلاد وقتل أهلها وعمت الفوضى والنهب والسلب وكان مما قام به قائد هذا الغزو تدمير البلدان التي تقاومه ففي عام 1234 هـ أمر الباشا بتدمير جميع أسوار بلدان نجد ولما قيض الله الإمام تركي بن عبد الله لإعادة الحكم مرة أخرى عام 1235 هـ، كان مما قام به توحيد البلاد ولم الشمل وكان لأهل تمير دور في ذلك وقد خلفه على الإمامة ابنه فيصل أوائل عام 1250 هـ، ولقد سار ومعه بعض جيوشه وكان برفقته الشيخ إبراهيم بن سيف فأغار على فريق من الدواسر وهم في أرض العرمة فأخذهم وقتل منهم عدة رجال ثم نزل قرب تمير حيث اجتمع إليه باقي جيوشه ثم رحل بهم إلى بلدة الشعراء .
تمير في الدولة السعودية الثالثة في عام 1319 هـ وعندما أتم الله للملك عبد العزيز فتح وعندما أراد الملك عبد العزيز فتح منطقة سدير عام 1321 هـ أرسل وفداً إلى بعض بلدانها فأرسل وفداً إلى أهل تمير حيث استقبلوه بالترحاب وأكرموه ودعاهم إلى الانظمام إلى الملك عبد العزيز فأجابوه ومكث عندهم أياماً ثم ساروا مع الملك عبد العزيز وشاركوه في الفتوحات، وكان يخرج من تمير ست ركائب للجهاد في الأحوال العادية ويضاعف هذا العدد في حال اشتداد الغزو ويسمى جهاد مثنى حيث يصل إلى اثنتي عشرة مركوبة، وحسب رسالة من الملك عبد العزيز إلى عبد العزيز بن عسكر وكافة أهل سدير عام 1354 هـ فإنه يخرج من منطقة سدير ذات البلدان العديدة في حالة الجهاد للأحوال العادية 76 مطية وكان يصرف عن كل مطية حسب ما ورد في الرسالة مائة ريال. وقد أحصي مره عدد من شارك مع الملك عبد العزيز من إحدى أسر تمير فبلغوا أكثر من خمسة عشر رجلاً
وفي عام 1337 هـ أرسل الملك عبد العزيز رسالة لأهل تمير بشأن جعل روضة الخشم وفيضة روضة القصر وجو الشعب القريبات من تمير لصالح الجهاد لكي تكون مراعي للإبل والخيل وطلب من أهل تمير عدم المعارضة في ذلك فقد كانت المنطقة موقعاً متميزاً لانطلاقة الجهاد ولذلك سميت إحدى الطرق التي تمر بها خيول الجهاد باسم دريبات الخيل ولا زال هذا الاسم باقياً إلى الآن.
وكانت المراسلات بين الملك عبد العزيز وبين أهل تمير كثيرة من قبل عدد من كتاب تمير لذا أرسل الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العنقري قاضي سدير رسالة لأهل تمير عام 1342 هـ يدعو فيها أهل تمير بأن تكون المكاتبات سواء لملك عبد العزيز أو للشيخ نفسه بخط إبراهيم بن ناصر بن هليل أحد أئمة جامع تمير وذلك خشية اختلاف الخطوط.
وفي عام 1347 هـ أمير تمير عبد الله بن فايز مع الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود مع العلماء والأمراء والقادة والإخوان في الرياض وهو المسمى اجتماع الجمعية العمومية في نجد وذلك إثر إضطربات الإخوان
وفي عام 1361 هـ أرسل الملك عبد العزيز لأمير تمير ناصر بن حمد الزيد بشأن روظة الحقاقة والتي يزرعها أهل تمير عند نزول المطر بوجوب المحافظة على الزرع وعدم منع الناس من ورود رسوس الماء التي حولها التطور التاريخي
وأمراء تمير عبر التاريخ هم التاليه أسماؤهم حسب ماكتب أحد أبناء تمير للتعريف بها : -
كديان بن مانع 1230 هـ
مشل المفرج قبل عام 1277هـ
حمد بن إبراهيم المفرج 1280هـ
إبراهيم بن مناع المناع 1300هـ
فايز بن هديب العشري 1315هـ
على بن فايز الهديب 1326هـ
علي بن عيسى 1321هـ
إبراهيم بن حمد العثمان 1330هـ
عبد الله بن فايز الهديب 1342هـ
ناصر بن حمد الزيد المناع 1355هـ
أحمد بن فايز الهديب 1370هـ
محمد المشل المفرج 1379هـ
ناصر بن محمد الثنيان 1381هـ
برجس عثمان العثيمين 1392هـ
فهد بن ناصر السحيم 1393هـ
ناصر بن عبد الله الغنيم 1406هـ
مقحم بن براك السليس منذ عام 1410 هـ
إبراهيم المنيع - لا زال رئيس مركز تمير -


ومن آثار تمير التي فيها هي : - جبل خزه- سد تمريه- مبنى البلديه- سور الجماعه- حامي القصيرات- المراجيم-قلعة المرقب - قصركاظم-المقاصير.

المعالم الرئيسيةان أول ماتراه عند دخولك لمدينه تمير من الجهه الجنوبيه هو جبل على الجهه اليسرى اسمراللون تحيط به اراضى مستويه ولايقل ارتفاعها عن (800م) عن سطح البحر ويسمى هذا الجبل الاسمر (جبل خزه)

شوارع تمير القديمه شارع مقنص (وهو الشارع الرئيسي للبلده واوسع شارع بعرض 3م) وشارع السلسل وشارع العاير وشارع المجابيب

وأختم قولي في هذا الموضوع المتواضع بالصلاه والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والله تعالى أجل وأعلم .

المراجع والمصادر :
معجم البلدان لياقوت الحموي .
صفه بلاد العرب للهمداني .
معجم اليمامه لعبدالله أبن خميس .
صحيح الأخبار لأبن بليهد .
من أخبار القبائل في نجد لفائز موسى البدراني .
معلومات شخصيه وأجتهادات سابقه .

تحياتي وتقديري لكم جميعاً،،،

محمد آل مشاري التميمي
][ عاشــ( الذاهبه )ــق ][